top of page

بسم الله الرحمن الرحيم

      لله الحمد على ما أنعم، وله الشكر على ما أسدى، نحمدك اللهم يا من أريتنا بمرآة الرشاد كمال معرفتك وأتممت علينا كمال شكرك بتمام نعمتك، وأسبغت علينا رحمتك بتخصيص فيضك، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، وعلى جميع رسله وأنبيائه الطاهرين...

أما بعد:

      العلم بكل أنواعه وعلى مختلف أشكاله زينة للإنسان فتعلموا العلم من المهد إلى اللحد، واطلبوا العلم ولو بالصين، وليس هناك علم ُيتعلم بحق ما لم يكن علم اللغة العربية، وقد رأينا منذ عهد بعيد أن المبتدئين في تعلم قواعد اللغة العربية يتجشمون صعاباً في درسها ويقاسون عناء في إدراكها، ورأينا الكتب التي وضعت لهم فيها لم تأخذ بأيديهم إلى الغاية المنشودة إلا قليلاً، فعمدنا إلى وضع هذه المنصة العلمية لتقديم سلسلتنا التعليمية في قواعد اللغة العربية، لتقرب القواعد إلى أفهام المتعلمين، وتضع العناء عن المعلمين، سهلة الأسلوب واضحة المعاني.

       إن من لا يعرف كيف تُركب الجملة وكيف تُرتب أجزاؤها، ولا يعرف تنسيق عباراته وهندستها لا يستطيع بحال من الأحوال أن يكتب رسالة قصيرة أو يؤلف مقالاً جميلاً، أو يعد بحثاً دقيقاً، أو يقدم تقريراً مفصلاً، ولا عجب فالنحو عماد الصحة والسلامة، وهو السر فيما تتمتع به أساليب العربية من جمال وكمال واستقامة!

     كذلك تعلم قواعد الإملاء يعطينا الاستعداد لاختيار المفردات ووضعها في تراكيب صحيحة ذات دلالات يحسن السكوت عليها، ويجعلنا ندرك أن الخطأ الإملائي يشوه الكتابة ويعوق فهم الجملة.

         ولا شك أن التدريب والمران كفيلان بصون اللسان، فمن شب على شيء شاب عليه، فقد نحونا في هذه السلسلة ـ أنا أتعلم ـ إلى أكثر طرق التعليم قرباً إلى عقول الأطفال وأثبتها أثراً في نفوسهم وأقربها للمنطق، اخترناها سهلة مفهومة، ضاربة في جهات شتى من نواحي الحياة الطفولية، مناسبة لبيئة الصغار وغرائزهم، شائقة جذابة لنفوسهم، آخذين بأيدي الأطفال من دراسة كل مثال إلى النتيجة الواضحة والقاعدة العامة.

       وإنها لتجربة غير مسبوقة قد عانينا ما عانينا في تأليفها وترتيبها، ثم في إصلاحها وتهذيبها، فإن كنا قد أصبنا فما توفيقنا إلا بالله! وإن كانت الأخرى فقد حاولنا...

وقلنا كلمتنا...

وسجلنا التجربة، وكلنا أمل ورجاء في أن ينتفع بها جميع الأبناء .....

مدون المعرفة

bottom of page